أمان

ما يحتاجه الموظف للتطور: لتحقيق النجاح

خلال رحلة التطوير المهني الشخصي، يحتاج الموظف إلى تطوير العديد من المهارات في بداية مشواره المهني وتطوره الذاتي. إذا لم تكن هذه المهارات متوفرة، فقد تعرقل تقدمه وإمكانياته للنجاح. هذه المهارات تتنوع بين مهارات حياتية ومهارات فنية. كذلك، خلال رحلة بحثه عن عمل، يجب أن يكون الموظف قادرًا على إتقان مهارات الاتصال والتواصل لنجاحه في مقابلات العمل والتفاوض على الراتب والميزات. كما يحتاج إلى المرونة للتكيف مع المتغيرات الطبيعية في العمل. ولكن ضعف هذه المهارات قد يكون سببًا في عرقلة ما يحتاجه الموظف للتطور. إذن، كيف يمكن التعامل مع هذه التحديات لتحقيق الازدهار والتطور المهني.

المهارات الأساسية لتحقيق التطور المهني والنجاح

1. المهارات الفنية والمهنية:

اكتشفت مؤخرًا أن العديد لا يميزون بين المهارات الحياتية والتقنية في سيرهم الذاتية، ولا يدركون أهمية الجمع بينهما. هناك من يؤمن بأن المهارات التقنية هي الأهم، ولا داعي للمهارات الحياتية! ولكن هذا اعتقاد خاطئ؛ الجمع بينهما يزيد من الفاعلية. والعديد يخسرون فرص التطور والتميز أو التوظيف لنقص المهارات الحياتية.

إذن، ما هي المهارات التقنية التي يحتاجها الموظف للتطوير؟ هي مهارات المعرفة والخبرة العملية والتقنية اللازمة لأداء المهام الموكلة إليه بكفاءة وفعالية. على سبيل المثال، يحتاج الموظف في قسم التسويق إلى إتقان مهارات تحليل البيانات والاتجاهات السوقية، واستخدام أدوات التسويق الرقمي المختلفة. أما الموظف في قسم المحاسبة، فيحتاج إلى إتقان مهارات المحاسبة المالية وإعداد التقارير المالية. هذه المهارات تُكتسب بالممارسة وأخذ بعض الدورات المختصة.

ما يحتاجه الموظف للتطور

تستطيع المؤسسات تطوير المهارات الفنية التي يحتاجها الموظف من خلال الدورات التدريبية الداخلية والخارجية، والتدريب أثناء العمل، وتوفير جميع الموارد الإلكترونية اللازمة للحصول على المعرفة والإرشادات.

قد يهمك: أنواع التدريب للموظفين

2. مهارات الإتصال والتواصل:

تُعتبر مهارات الاتصال والتواصل الفعّال من المهارات الحياتية الأساسية في العمل، وأيضًا في الحياة بشكل عام. في أي بيئة عمل، تُعدّ هذه المهارات ضرورية لبناء علاقات قوية وفعّالة مع الزملاء والعملاء والإدارة. يجب أن يتقن الموظف التواصل اللفظي وغير اللفظي، بالإضافة إلى الاستماع بفاعلية، والكتابة بوضوح وإيجاز.

3. مهارات القيادة والإدارة:

خلال جلساتنا المهنية، يواجه العديد من الموظفين تحديًا يتمثل في عدم الرغبة في توزيع المهام، والاكتفاء بإنجازها بأنفسهم لتحقيق السرعة في العمل، مما يؤثر سلبًا على تطورهم المهني والذاتي. إذا كنت تسعى للتطور، يجب عليك العمل على تنمية مهارات الإدارة والإشراف للحصول على مناصب إدارية. يتضمن ذلك تطوير القدرات مثل تحفيز الموظفين، وتوجيههم، وتحديد الأهداف، ووضع الخطط، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات.

يمكنك التعرف على: تحسين بيئة العمل وتأثيرها على العاملين

4. مهارات التوازن بين العمل والحياة الشخصية:

في الحقيقة، يعد هذا تحديًا في سوق العمل، لكن عليك تطويره والعمل عليه لتحقيق التوازن بين حياتك الشخصية والمهنية. تعتبر إدارة الوقت بفعالية، وتحديد الأولويات، وفصل العمل عن الحياة المنزلية، وعدم نقل مشكلات العمل إلى العائلة مهارات ضرورية لتطوير الذات والمهنة. كما أن ممارسة الرياضة تساعد أيضًا على تخفيض التوتر وتحسين الأداء.

5. ما يمكن أن يعرقل مسيرة التطور المهني والذاتي:

خلال جلسات التوجيه التي أقدمها لعملائي، تكررت أخطاء شائعة قد تعيق مسيرة التطور المهني والذاتي:

– عدم التفاوض على الراتب:

لا يوجد ما يمنع التفاوض مع أي مؤسسة عند تقديم عرض عمل. يجب على الباحث عن العمل البحث جيدًا في سوق العمل فيما يخص نطاق الرواتب للوظيفة التي يتقدم لها. تذكر أن التفاوض ليس فقط حول المال، بل يشمل الفوائد والامتيازات الأخرى مثل الإجازة المدفوعة. ما لا يُتفق عليه من البداية لن تحصل عليه لاحقًا، وما لا يوثق بعقد أو كتابة فهو مجرد كلام غير ملزم.

– إهمال شبكة العلاقات الاجتماعية:

من الأخطاء التي يجب تجنبها هي إهمال العلاقات الاجتماعية، سواء مع زملاء العمل أو الأصدقاء أو الأقارب. بناء شبكة علاقات قوية يساعد في تطوير المهارات وتوسيع الآفاق والفرص. تعزيز شبكة العلاقات ضرورة أساسية لدعم نموك المهني.

عدم الوفاء أوالالتزام بمواعيد التسليم:

عدم الالتزام بمواعيد التسليم يؤثر سلبياً على سير العمل وإنتاجية الفريق، ويزعزع الثقة بالشخص غير الملتزم. الالتزام بالمواعيد هو من أبجديات السلوك المهني ومؤشر قوي لتقييم احترافية الفرد.

– الاعتماد المطلق على الشركة لتسير مسارك المهني:

عدم الالتزام بمواعيد التسليم يؤثر سلبياً على سير العمل وإنتاجية الفريق، ويزعزع الثقة بالشخص غير الملتزم. الالتزام بالمواعيد يُعدّ من أبجديات السلوك المهني ومؤشراً قوياً على تقييم احترافية الفرد.

– عدم توثيق الإنجازات المهنية:

خلال جلسات الإرشاد والتوجيه الوظيفي، أواجه مع العديد من عملائي مشكلة حقيقية، وهي وجود إنجازات قيمة ولكن دون توثيق فعلي. تبقى هذه الإنجازات شفهية ومحفوظة في الذاكرة الشخصية كذكريات أقرب منها للإنجاز المهني. فكيف يمكن أن تكون روايتك مصدقة من دون أن تكون موثقة ومحفوظة بطريقة مهنية؟ وكيف يمكنك الترقّي والنمو داخل بيئة العمل أو الحصول على وظيفة أفضل، من دون عرض إنجازاتك بطريقة احترافية وموثقة بالوثائق والأرقام الفعلية، لتبرز قيمتك المضافة للموقع الحالي واحترافيتك في مجالك؟

سواء كان ذلك بإكمال المشاريع أو تحقيق الأهداف أو تجاوزها، أو اكتساب مهارات جديدة، أو زيادة المبيعات، أو خفض معدل الدوران الوظيفي، فإن الحفاظ على سجل موثق لإنجازاتك له قيمة لا تُقدر بثمن خلال استعراضات الأداء وعند البحث عن فرص الترقية. لذا، لا بدّ من تحديث إنجازاتك بانتظام لضمان أن تبقى نشطًا ومطلوبًا في مسار تقدمك المهني.

– الاستقرار في منطقة الراحة:

الهروب من التحدي والرضا بالموجود يؤخران نموّك وتطور مسارك المهني. كسر حاجز الخوف والخروج من المألوف يتطلب إرادة قوية. اقبل التحديات، واستلم مشاريع جديدة، أو اكتسب مهارات إضافية لتوسيع خبراتك.

– إهمال شبكة العلاقات الاجتماعية: 

ماذا يحتاج الموظف للتطور؟ إنها رحلة مليئة بالمواجهات، وتتطلب الجرأة، والقدرة على اتخاذ القرار، والتحلي بالصمود في مواجهة التحديات. عليك معرفة أهمية ذاتك بالنسبة لك أولاً، ومدى قيمتك للمكان الذي تسعى للعمل فيه.

معرفة الناس القيّمة وبناء شبكة علاقات ثرية هي رأس مالك المهني، وتعد تذكرتك المتجددة لتوسيع فرصك في عالم المال والأعمال. لم تُخلق لتبقى ثابتًا في مكان ما، فلكي تحقق الوفرة والثروة، يجب أن تسعى وتتعلم، وأن تتجاوز مخاوفك من خلال اختبار كل جديد يرقى بك إلى المستوى التالي من الاحترافية.

تحدّ نفسك بطريقة مدروسة، وتجنب الوقوع في بعض الأخطاء الشائعة، لتتمكن عندها من رسم مسارك الوظيفي وتحقيق طموحاتك المهنية.

وتذكر دائماً: ليس العيب ألا تعلم، ولكن العيب ألا تتعلم.

أهمية التدريب المستمر في تطوير المهارات الوظيفية

تُعتبر احتياجات الموظف للتطور جزءًا أساسيًا من نجاحه في بيئة العمل المتغيرة باستمرار. يتطلب عالم الأعمال اليوم مهارات متعددة ومختلفة تتجاوز مجرد إتمام المهام اليومية. لذا، يلعب التدريب المستمر دورًا محوريًا في تعزيز هذه المهارات.

يتيح التدريب المستمر للموظفين فرصة صقل مهاراتهم الفنية والحياتية، مما يعزز من كفاءتهم وإنتاجيتهم. يُسهم التعلم الدائم في توفير المعرفة الحديثة، مما يمكّن الأفراد من مواجهة التحديات بكفاءة وفعالية. كما يُعتبر الاستثمار في تطوير المهارات ركيزة لتحقيق الأهداف المهنية.

قد يهمك: 5 طرق لعمل مقابلة ناجحة

الخلاصة:

تحقيق ما يحتاجه الموظف للتطور يتطلب الجرأة والقدرة على اتخاذ القرار والتحلي بالصمود في مواجهة التحديات. من الضروري بناء شبكة علاقات قوية ومعرفة قيمة الذات لتحقيق النجاح المهني. تذكر دائماً أن التعلم والتطوير المستمر هما المفتاح لتحقيق طموحاتك المهنية.

الأسئلة الشائعة

ما هي الأساسيات التي يحتاجها الموظف لتطوير مهاراته المهنية؟

يجب على الموظف وضع أهداف محددة بدقة، والسعي لاكتساب مهارات جديدة عبر التدريب والتعلم المستدام. كما ينبغي عليه العمل على توسيع شبكة علاقاته المهنية لتعزيز فرص النمو والتطور.

كيف يؤثر التعلم المستمر على نجاح الموظف في بيئة العمل؟

يسهم التعلم المستمر في تمكين الموظف من مواكبة أحدث التطورات في مجاله، مما يعزز من كفاءته ويرفع من احتمالات ترقيته ونجاحه في بيئة العمل.

ما دور التغذية الراجعة الفعالة في تطور الموظف وتحقيق النجاح؟

تُعَدّ التغذية الراجعة الفعالة أداة حيوية تمكن الموظف من استيعاب نقاط قوته وضعفه. هذا الفهم يمكّنه من تعزيز أدائه وتطوير مهاراته بشكل مستدام.

كيف يمكن للموظف تحقيق التوازن بين التطور الشخصي والمهني؟

يمكن الوصول إلى التوازن المثالي من خلال تخصيص وقت كافٍ للتعلم والتطوير، مع الاهتمام بحياة الفرد الشخصية وصحته النفسية، مما يضمن نمواً شاملاً ومتوازناً.